فهرس المقال
- 1 كيفية الأذان في عهد الرسول: رحلة إيمانية إلى نداء الصلاة الأول (أسرار وقصص تسمعها لأول مرة!)
- 2 ما قبل الأذان: كيف كان المسلمون يعرفون وقت الصلاة في بداية الإسلام؟ (لم تكن المآذن موجودة بعد!)
- 3 كانت بعض الطرق المتبعة تشمل:
- 4 قصة تشريع الأذان: الرؤيا الصادقة والتشريع الإلهي (حلم غير مجرى تاريخ الدعوة!)
- 5 صفة الأذان في عهد الرسول: كلمات النور التي يتردد صداها (هل تعرف الفروقات الدقيقة؟)
- 6 الفرق بين الأذان والإقامة:
- 7 أهمية كلمات الأذان:
- 8 من هو مؤذن الرسول؟ قصة بلال بن رباح مؤذن الإسلام الأول (صوت الصبر والإيمان!)
- 9 بلال بن رباح: من العبودية إلى مؤذن الإسلام:
- 10 فضائل الأذان والمؤذن:
- 11 أحكام ومسنونات تتعلق بالأذان:
- 12 أسئلة شائعة حول الأذان في عهد الرسول: كل ما يهمك معرفته (إجابات شافية ومختصرة!)
- 12.1 س1: من أول من أذن في الإسلام؟
- 12.2 س2: هل كان الأذان يؤذن به من المآذن في عهد الرسول؟
- 12.3 س3: هل توجد فروقات في كلمات الأذان بين المذاهب الإسلامية؟
- 12.4 س4: ما الحكمة من ذكر “الصلاة خير من النوم” في أذان الفجر فقط؟
- 12.5 س5: هل يجوز للمرأة أن تؤذن؟
- 12.6 س6: ما حكم الأذان في أذن المولود؟
- 12.7 س7: هل يجب أن يكون المؤذن عالمًا بأحكام الدين؟
- 12.8 س8: ما هي شروط صحة الأذان؟
- 12.9 س9: هل هناك أذان خاص بالجمعة؟
- 12.10 س10: ما الذي يجب فعله عند سماع الأذان؟
كيفية الأذان في عهد الرسول: رحلة إيمانية إلى نداء الصلاة الأول (أسرار وقصص تسمعها لأول مرة!)
الأذان، ذلك النداء الروحاني الذي يصدح خمس مرات في اليوم، يحمل في طياته أكثر من مجرد إعلان عن وقت الصلاة. إنه رمز عظيم للإسلام، دعوة للسكينة، وتذكير دائم بصلة العبد بربه. ولكن، هل تساءلت يومًا عن كيفية نشأة هذا النداء المبارك؟ وما هي قصته في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وكيف كانت كلماته الأولى التي سمعها الصحابة الكرام؟
إن فهم تاريخ الأذان وكيفية أدائه في بدايات الإسلام ليس مجرد معرفة تاريخية، بل هو غوص في أعماق الإيمان، واستلهام للعبر من سيرة خير البشر. في هذا المقال الشامل، سنأخذك في رحلة فريدة إلى عهد النبوة، لنتتبع خيوط قصة الأذان من بدايتها، نتعرف على الشخصيات التي ارتبطت بها، ونسبر أغوار حكمته وروحانيته، مع الإجابة عن كل تساؤلاتك لتكتمل لديك الصورة، وتنعم بوعي أعمق لهذا النداء الذي يلامس القلوب.

ما قبل الأذان: كيف كان المسلمون يعرفون وقت الصلاة في بداية الإسلام؟ (لم تكن المآذن موجودة بعد!)
في السنوات الأولى للإسلام بمكة المكرمة، ثم في المدينة المنورة بعد الهجرة، لم يكن هناك نداء موحد ومعروف لإعلان وقت الصلاة. كان المسلمون يواجهون تحديًا في معرفة أوقات الصلاة والتجمع لها، خاصة مع ازدياد أعدادهم.
إقرأ أيضا:كيفية الاغتسال بعد الاحتلامكانت بعض الطرق المتبعة تشمل:
الاجتهاد الشخصي: كان كل مسلم يجتهد في معرفة وقت الصلاة بنفسه من خلال ملاحظة حركة الشمس والظل.
التجمع التلقائي: يتجمع المسلمون في أوقات معينة للصلاة، أو عندما يرون الرسول صلى الله عليه وسلم يتأهب للصلاة.
المناداة البسيطة: أحيانًا، كان بعض الصحابة ينادي على بعضهم البعض بشكل فردي أو على مجموعات صغيرة لإبلاغهم بدخول وقت الصلاة، لكن لم يكن ذلك نداءً عامًا ومنظمًا.
النار أو الناقوس: تشير بعض الروايات إلى أن الصحابة فكروا في وسائل أخرى على غرار الديانات الأخرى، مثل استخدام الناقوس (الجرس) مثل النصارى، أو النفخ في البوق مثل اليهود، أو إشعال النار على مرتفعات لتكون علامة. لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يوافق على أي من هذه الطرق، لأنها كانت مشابهة لشعائر الديانات الأخرى التي أراد الإسلام أن يتميز عنها.
هذا الوضع كان يفتقر إلى التنظيم والشمولية، مما جعل الحاجة ماسة لابتكار طريقة جديدة ومميزة تجمع المسلمين على الصلاة وتعلن عن أوقاتها بوضوح وتميز. من هنا بدأت قصة الأذان الذي نعرفه اليوم.
قصة تشريع الأذان: الرؤيا الصادقة والتشريع الإلهي (حلم غير مجرى تاريخ الدعوة!)
كانت الحاجة ماسة لوسيلة تجمع المسلمين للصلاة، فاجتمع الصحابة الكرام وتشاوروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك. وبعد أن رفض النبي الطرق المقترحة (كالناقوس والبوق والنار)، انصرف الصحابة وكل منهم يفكر في هذا الأمر.
إقرأ أيضا:كيفية صلاة الجنازةوهنا تتجلى رحمة الله وعنايته بهذه الأمة، حيث جاء تشريع الأذان عبر رؤيا صادقة:
رؤيا عبد الله بن زيد الأنصاري رضي الله عنه:
كان الصحابي الجليل عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري من الذين فكروا في هذا الأمر.
روى رضي الله عنه أنه رأى في المنام (في ليلة ذات مرة بعدما انصرفوا من المشاورة): “أنه رأى رجلاً عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوسًا في يده، فقال له عبد الله: يا عبد الله، أتبيع هذا الناقوس؟ فقال الرجل: وما تصنع به؟ قال: ندعو به إلى الصلاة. فقال: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك؟ قال: بلى. قال: تقول: الله أكبر الله أكبر… إلى آخر كلمات الأذان المعروفة”.
استيقظ عبد الله بن زيد مذعورًا وسعيدًا بهذه الرؤيا، فذهب مسرعًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقص عليه ما رأى.
تصديق النبي صلى الله عليه وسلم للرؤيا:
عندما قص عليه عبد الله بن زيد رؤياه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنها رؤيا حق إن شاء الله”.
ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن زيد أن يلقي كلمات الأذان على بلال بن رباح رضي الله عنه، لكي يؤذن بها، لأن بلالًا كان أندى صوتًا (أجهر وأحسن صوتًا). فقال: “ألقه على بلال، فإنه أندى منك صوتًا”.
رؤيا عمر بن الخطاب رضي الله عنه (الموافقات العمرية):
في نفس الوقت، أو بعد ذلك بقليل، جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبره أنه رأى مثل الذي رآه عبد الله بن زيد.
هذا التوافق في الرؤيا من صحابيين جليلين كان تأكيدًا آخر على أن هذا الأمر من عند الله تعالى. وقد عُرف عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالموافقات، أي موافقته لرأي الشرع في بعض الأمور التي نزلت بعد ذلك بالقرآن الكريم.
تشريع الإقامة:
لم تقتصر رؤيا عبد الله بن زيد على الأذان فقط، بل تضمنت أيضًا كلمات الإقامة (التي تُقال عند بدء الصلاة). فقد قال له الرجل في المنام بعد الأذان: “ثم إذا أقمتم الصلاة فقولوا: الله أكبر الله أكبر… إلى آخر كلمات الإقامة المعروفة”.
وهكذا، اكتمل تشريع نداء الصلاة (الأذان) ونداء إقامة الصلاة (الإقامة) ليصبحا جزءًا لا يتجزأ من شعائر الإسلام.
كانت هذه الرؤيا الصادقة نقطة تحول في تاريخ الدعوة الإسلامية، حيث وفرت للمسلمين طريقة مميزة ومنظمة لجمعهم على الصلاة، وأصبحت الأذان منارة تهدي القلوب وتعلن عن هوية هذه الأمة.
صفة الأذان في عهد الرسول: كلمات النور التي يتردد صداها (هل تعرف الفروقات الدقيقة؟)
إن صيغة الأذان التي نسمعها اليوم هي نفسها الصيغة التي شُرعت وأذن بها بلال بن رباح رضي الله عنه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد وردت هذه الصيغة في أحاديث صحيحة، وهي كالتالي:
الله أكبر، الله أكبر. (مرتان)
الله أكبر، الله أكبر. (مرتان)
أشهد أن لا إله إلا الله. (مرتان)
أشهد أن لا إله إلا الله. (مرتان)
أشهد أن محمدًا رسول الله. (مرتان)
أشهد أن محمدًا رسول الله. (مرتان)
حي على الصلاة. (مرتان)
حي على الصلاة. (مرتان)
حي على الفلاح. (مرتان)
حي على الفلاح. (مرتان)
الله أكبر، الله أكبر. (مرتان)
لا إله إلا الله. (مرة واحدة)
توضيحات هامة:
التكبير في البداية: أربعة تكبيرات متتالية في بداية الأذان، وهذا هو الرأي الراجح والمشهور من صيغة أذان بلال.
الترجيع (ليس في كل الأذانات): هناك صيغة أخرى للأذان تُعرف باسم “أذان أبي محذورة” وفيها “الترجيع”، وهو أن يذكر المؤذن الشهادتين بصوت خافت ثم يعيدهما بصوت مرتفع بعد ذلك. لكن الصيغة الأكثر شيوعًا وانتشارًا، والتي يؤذن بها معظم المسلمين، هي صيغة أذان بلال بدون ترجيع.
الفرق بين الأذان والإقامة:
الأذان: لإعلام الناس بدخول وقت الصلاة.
الإقامة: لإعلام المصلين ببدء الصلاة.
صيغة الإقامة: هي نفس كلمات الأذان، مع إضافة “قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة” بعد “حي على الفلاح”. ويكون التكبير في بدايتها مرتين فقط، وكل الكلمات مرة واحدة باستثناء التكبيرتين الأوليين في البداية والتكبيرتين في النهاية (الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله).
أهمية كلمات الأذان:
توحيد الله: يبدأ الأذان بالتكبير المطلق، “الله أكبر”، تأكيدًا على عظمة الله تعالى وكبريائه، وأنه أكبر من كل شيء في الوجود.
شهادة التوحيد والرسالة: ثم تأتي الشهادتان، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وهما أساس الإيمان، وتأكيد على التوحيد الخالص لله واتباع نبيه.
الدعوة إلى الصلاة والفلاح: “حي على الصلاة” و “حي على الفلاح” هما دعوة مباشرة للمسلمين للمبادرة إلى الصلاة التي هي طريق الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.
الختام بالتوحيد: يختتم الأذان بالتكبير وشهادة التوحيد، ليظل المعنى الأسمى للأذان هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له.
تُعد هذه الكلمات ليست مجرد عبارات تُردد، بل هي دعوة عميقة إلى التوحيد والإيمان، تلامس القلوب وتدعو النفوس إلى الوقوف بين يدي خالقها، وهي من أجمل وأجلّ شعائر الإسلام.
من هو مؤذن الرسول؟ قصة بلال بن رباح مؤذن الإسلام الأول (صوت الصبر والإيمان!)
عند الحديث عن كيفية الأذان في عهد الرسول، لا بد أن نتوقف عند الشخصية العظيمة التي اختارها النبي صلى الله عليه وسلم لهذه المهمة الجليلة: بلال بن رباح رضي الله عنه.
بلال بن رباح: من العبودية إلى مؤذن الإسلام:
النشأة والاضطهاد: كان بلال حبشيًا، من العبيد في مكة المكرمة. أسلم مبكرًا، وكان من أوائل من جاهروا بإسلامهم. تعرض لأشد أنواع العذاب والاضطهاد من سيده أمية بن خلف، الذي كان يخرجه إلى الرمضاء (الأرض شديدة الحرارة) في حر الظهيرة، ويضع على صدره صخرة عظيمة، ويقول له: “لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد”. لكن بلالًا كان يردد كلمته الخالدة: “أحدٌ أحدٌ!”.
شراء أبي بكر له: اشتراه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأعتقه من العبودية، ليصبح حرًا وشاهق الإيمان.
صوت فريد: كان بلالًا رضي الله عنه يتميز بصوت جهوري وجميل، ويقال عنه: “أندى صوتًا” أي أندى وأجهر وأحسن.
اختيار النبي لبلال ليكون المؤذن:
عندما رأى عبد الله بن زيد رؤيا الأذان، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يلقي الكلمات على بلال، كان هذا الاختيار حكيمًا جدًا لعدة أسباب:
صوته الجميل والجهوري: وهو ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: “فإنه أندى منك صوتًا”. فالصوت الجميل يساعد على وصول الأذان إلى أكبر عدد من الناس وتأثيره فيهم.
قوة إيمانه وصبره: بلال رضي الله عنه كان رمزًا للصبر والثبات على الحق رغم التعذيب الشديد. اختياره كمؤذن كان تكريمًا له وتقديرًا لإيمانه العظيم.
إظهار المساواة في الإسلام: بلال كان عبدًا أعتقه الإسلام، ورفعه إلى منزلة عظيمة كأول مؤذن في الإسلام. هذا الاختيار كان رسالة واضحة من النبي صلى الله عليه وسلم بأن الإسلام دين مساواة، لا فرق فيه بين عربي وأعجمي، ولا أبيض وأسود، إلا بالتقوى.
أداء بلال للأذان:
كان بلال يؤذن في المدينة المنورة من أعلى مكان، مثل سطح بيت أو جبل صغير، حتى يسمع صوته أكبر عدد من المسلمين.
استمر بلال في الأذان طوال حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان يحرص على أداء هذه الشعيرة المقدسة بكل إخلاص وخشوع.
بلال بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم:
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، تأثر بلال رضي الله عنه كثيرًا، ولم يستطع أن يؤذن إلا بصعوبة بالغة. وقد بكى بكاءً شديدًا عندما حاول الأذان بعد رحيل الرسول صلى الله عليه وسلم. طلب من أبي بكر رضي الله عنه أن يذهب للجهاد في سبيل الله، وفعلاً خرج مجاهدًا، وتوقف عن الأذان إلا في بعض المناسبات النادرة جدًا، مثل زيارته لبيت المقدس أو أذانه في فتح مكة مرة واحدة.
يبقى بلال بن رباح رضي الله عنه رمزًا للأذان، وصوته الخالد يتردد في ذاكرة الأمة كمثال للصبر، الإيمان، والمساواة في دين الإسلام.
مكانة الأذان في الإسلام: فضائل وأحكام لا تعرفها (كنز من الأجر والبركات!)
الأذان ليس مجرد نداء للصلاة، بل هو شعيرة عظيمة لها مكانة رفيعة في الإسلام، وفضائل كثيرة، وأحكام شرعية تتعلق به.
فضائل الأذان والمؤذن:
خير الأعمال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا” (متفق عليه). وهذا يدل على عظم الأجر في الأذان.
المغفرة للمؤذن: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة” (مسلم). وفسر بعض العلماء ذلك بأنهم يرون الثواب ويرفعون رؤوسهم شوقًا إليه، أو كناية عن علو منزلتهم.
شهادة المخلوقات: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة” (البخاري). وهذا يدل على عموم بركة الأذان.
فضل إجابة المؤذن: يُستحب للمستمع أن يردد مع المؤذن ما يقوله من كلمات الأذان، إلا عند “حي على الصلاة” و”حي على الفلاح”، فيقول: “لا حول ولا قوة إلا بالله”. ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان ويدعو بالدعاء المعروف: “اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته”. من فعل ذلك حلت له شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
دعاء المؤذن لا يُرد: دعوة المؤذن بين الأذان والإقامة لا تُرد.
أحكام ومسنونات تتعلق بالأذان:
الجهر والترتيل: يُسن للمؤذن أن يجهر صوته بالأذان ويرتله (يطيله ويحسن صوته) لكي يصل صوته لأبعد مدى.
الطهارة: يُستحب أن يكون المؤذن على طهارة (وضوء) عند الأذان، وإن لم يكن شرطًا لصحة الأذان.
استقبال القبلة: يُسن للمؤذن أن يستقبل القبلة عند الأذان.
الالتفات بالحيعلتين: يُسن للمؤذن أن يلتفت برأسه وعنقه يمينًا عند قوله “حي على الصلاة” ويسارًا عند قوله “حي على الفلاح”، وتبقى قدميه ثابتتين باتجاه القبلة. هذا يسمى “التصويب” أو “الحيعلة”، وهو لكي يصل صوته إلى من على اليمين واليسار.
أذان الفجر: يزاد في أذان الفجر بعد “حي على الفلاح” مرتين “الصلاة خير من النوم”.
الأذان لغير الصلاة: لا يُشرع الأذان لغير الصلوات الخمس المفروضة (مثل صلاة الجنازة، أو صلاة العيدين، أو صلاة الاستسقاء، أو النوافل).
الأذان للجماعة والفرد: يُشرع الأذان للصلوات المفروضة جماعة أو حتى للفرد إذا كان يصلي منفرداً في الصحراء أو مكان بعيد عن المساجد.
موالاة كلمات الأذان: يجب أن تكون كلمات الأذان متتالية لا يفصل بينها فاصل طويل.
التأني في الأذان والإسراع في الإقامة: يُسن للمؤذن أن يتأنى في الأذان، ويسرع في الإقامة.
إن الأذان هو دعوة للالتزام، تذكير بالعبادة، وحلقة وصل بين المسلم وربه، يحمل في طياته بركات وأجورًا عظيمة لمن يؤديه ولمن يستمع إليه ويستجيب له.
أسئلة شائعة حول الأذان في عهد الرسول: كل ما يهمك معرفته (إجابات شافية ومختصرة!)
س1: من أول من أذن في الإسلام؟
ج1: الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه هو أول مؤذن في الإسلام بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
س2: هل كان الأذان يؤذن به من المآذن في عهد الرسول؟
ج2: لم تكن المآذن موجودة بالصورة التي نعرفها اليوم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. كان بلال رضي الله عنه يؤذن من أعلى سطح بيت أو مكان مرتفع ليوصل صوته لأكبر عدد من الناس.
س3: هل توجد فروقات في كلمات الأذان بين المذاهب الإسلامية؟
ج3: الصيغة الأساسية للأذان (صيغة أذان بلال) متفق عليها بين غالبية المذاهب. الاختلافات إن وجدت تكون طفيفة جدًا، مثل مسألة الترجيع في الشهادتين (صيغة أبي محذورة) التي يؤخذ بها عند الشافعية وبعض الحنابلة. لكن صيغة أذان بلال بأربع تكبيرات في البداية هي الأشهر والأكثر انتشارًا.
س4: ما الحكمة من ذكر “الصلاة خير من النوم” في أذان الفجر فقط؟
ج4: الحكمة هي تنبيه النائمين في وقت الفجر، حيث يكون الناس في أعمق نومهم، وحثهم على أداء صلاة الفجر التي لها فضل عظيم في الإسلام، ولأن هذا الوقت مناسب للعبادة واليقظة.
س5: هل يجوز للمرأة أن تؤذن؟
ج5: لا يشرع للمرأة أن تؤذن للرجال، لأن الأذان عبادة خاصة بالرجال، ولأن الأذان يتطلب الجهر بالصوت الذي قد يكون فتنة للمرأة. أما إذا كانت النساء يصلين جماعة فيما بينهن، فقد يجوز أن تؤذن إحداهن لهن، ولكن بصوت خافت لا يخرج عن حدود مكان صلاتهن.
س6: ما حكم الأذان في أذن المولود؟
ج6: يُسن الأذان في أذن المولود اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى عند ولادته، وهو سنة نبوية ثابتة.
س7: هل يجب أن يكون المؤذن عالمًا بأحكام الدين؟
ج7: لا يشترط في المؤذن أن يكون عالمًا بأحكام الدين، لكن يُستحب أن يكون مستقيمًا وصالحًا وملمًا بأوقات الصلاة.
س8: ما هي شروط صحة الأذان؟
ج8: من شروط صحة الأذان: الترتيب (ترتيب الكلمات)، الموالاة (التتابع بين الكلمات)، دخول الوقت، والنطق الصحيح للحروف.
س9: هل هناك أذان خاص بالجمعة؟
ج9: أذان الجمعة هو الأذان الأول الذي يؤذن قبل خطبة الإمام. وهو نفسه الأذان المعروف للصلوات الأخرى. وبعض الفقهاء يرون وجوب أذانين للجمعة، وهذا كان في عهد عثمان رضي الله عنه حين كثر الناس.
س10: ما الذي يجب فعله عند سماع الأذان؟
ج10: يُستحب للمسلم عند سماع الأذان أن يردد مع المؤذن ما يقوله من كلمات، إلا عند “حي على الصلاة” و”حي على الفلاح” فيقول “لا حول ولا قوة إلا بالله”. ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو بالدعاء المعروف بعد الأذان.
الأذان.. نداء خالد يربطنا بعهد النبوة العظيم!
هذه الرحلة الإيمانية عبر تاريخ الأذان وكيفية تشريعه وأدائه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ندرك عظمة هذه الشعيرة، وجمال الحكم الإلهية في تنظيم حياة المسلمين. إن الأذان ليس مجرد كلمات تُردد، بل هو دعوة روحانية عميقة، تذكير دائم بعظمة الخالق، ووحدة الأمة الإسلامية.
من صوت بلال بن رباح رضي الله عنه، أول مؤذن في الإسلام، انطلق هذا النداء ليصدح في أرجاء المعمورة، يحمل في طياته رسالة الإيمان، والتذكير بوقت اللقاء مع الله في الصلاة. فلنستمع إلى الأذان بقلوب خاشعة، ولنستجب له بنفس مطمئنة، ولنتذكر دائمًا عظمة هذه الشعيرة التي تربطنا بتاريخ عظيم وإيمان راسخ.
فكلما سمعت “الله أكبر”، تذكر أن هناك قوة عظمى تهيمن على كل شيء. وكلما سمعت “حي على الصلاة”، تذكر أن الفلاح والنجاح في هذه الحياة يرتبطان بصلتك بربك. نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.