فهرس المقال
- 1 كيفية الصلاة جالسًا: أحكامها، صورها، وحالاتها بالتفصيل
- 2 أهمية الصلاة ومكانتها في الإسلام
- 3 قاعدة “فاتقوا الله ما استطعتم”
- 4 متى تجوز الصلاة جالسًا؟
- 5 حكم الصلاة جالسًا في الفريضة والنافلة
- 6 كيفية الصلاة جالسًا خطوة بخطوة
- 7 صور الجلوس في الصلاة
- 8 أدلة من السنة على الصلاة جالسًا
- 9 الفرق بين صلاة القاعد في الفرض والنافلة
- 10 أحكام متعلقة بالصلاة جالسًا
- 11 الجانب الروحي في التيسير بالصلاة جالسًا
- 12 أثر الصلاة جالسًا على المسلم
- 13 نصائح عملية للمصلين جالسين
- 14 الصلاة جالسًا ورؤية الفقهاء
- 15 العلاقة بين الصلاة جالسًا ورؤية الشرع للتيسير
كيفية الصلاة جالسًا: أحكامها، صورها، وحالاتها بالتفصيل
تُعد الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام وأعظم شعائر الدين، وهي لا تسقط عن المسلم ما دام عقله معه، حتى في أشد الظروف مثل المرض أو العجز. ومن رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده أنه شرع لهم الصلاة على حسب قدرتهم، فإن لم يقدر المسلم على الصلاة قائمًا، صلى قاعدًا، وإن لم يقدر قاعدًا صلى على جنبه أو مستلقيًا حسب استطاعته. وفي هذا المقال المفصل سنتناول بالتفصيل كيفية الصلاة جالسًا، مع بيان أحكامها وصورها ومتى تجوز، مع الإشارة إلى أقوال العلماء وأدلة الشريعة.

أهمية الصلاة ومكانتها في الإسلام
الصلاة هي الصلة بين العبد وربه، وقد فُرضت على المسلمين في رحلة الإسراء والمعراج، لتدل على عظمتها ومكانتها في الدين. وهي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله.
ومن أهم خصائص الصلاة أنها واجبة على كل مسلم بالغ عاقل، ولا تسقط عنه إلا بزوال عقله أو حيض المرأة ونفاسها. أما المريض أو العاجز فلا يُعفى من الصلاة، بل يصلي على حسب استطاعته.
قاعدة “فاتقوا الله ما استطعتم”
الأصل في أحكام الصلاة وغيرها من العبادات قوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ). وهذه القاعدة الشرعية تؤكد أن المسلم يؤدي الصلاة وفق طاقته، فإن لم يستطع القيام، جاز له القعود، وإن لم يستطع القعود، جاز له الصلاة مضطجعًا.
إقرأ أيضا:كيفية التكبير في الصلاةكما قال النبي صلى الله عليه وسلم للمريض الذي اشتكى عجزه: “صل قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب”. وهذا نص صريح يدل على أن القعود بديل مشروع للقيام في الصلاة عند وجود العذر.
متى تجوز الصلاة جالسًا؟
الصلاة جالسًا لا تكون إلا لعذر شرعي، ومن أبرز هذه الأعذار:
المرض الذي يمنع المسلم من القيام أو يسبب له مشقة شديدة.
التعب والإرهاق الشديد الذي يمنع من الوقوف الطويل.
كبار السن الذين لا يطيقون الوقوف لفترات طويلة.
الإصابة مثل الكسور أو العمليات الجراحية.
الخوف من زيادة المرض أو تأخر الشفاء إن صلى قائمًا.
أما من يستطيع القيام بلا مشقة معتبرة فلا يجوز له أن يصلي جالسًا، لأن القيام ركن في الصلاة المفروضة.
حكم الصلاة جالسًا في الفريضة والنافلة
في الصلاة المفروضة: القيام ركن أساسي، ولا يسقط إلا بالعجز. فمن صلى الفرض جالسًا من غير عذر، فصلاته باطلة عند جمهور العلماء. أما إذا كان لعذر شرعي فصلاته صحيحة، لكن ينقص أجره عن أجر من صلى قائمًا إذا كان يستطيع القيام.
في صلاة النافلة: يجوز للمسلم أن يصلي النافلة جالسًا ولو كان قادرًا على القيام، لكن يكون أجره نصف أجر القائم. وهذا من التيسير الذي جعله الله في العبادات.
إقرأ أيضا:كيفية الطهارة الصحيحةكيفية الصلاة جالسًا خطوة بخطوة
إذا عجز المسلم عن القيام وصلى جالسًا، فله عدة صور في الكيفية، وهي كالآتي:
1. الجلوس على الأرض
يجلس المصلي متربعًا أو على هيئة الافتراش أو التورك حسب استطاعته، ويبدأ صلاته بالتكبير، ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن.
2. الركوع جالسًا
إذا أراد الركوع، يميل إلى الأمام قليلًا بحيث يكون ميله أكثر من ميل السجود، ويجعل يديه على ركبتيه، وينوي الركوع بهذا الانحناء.
3. السجود جالسًا
إذا استطاع الانحناء أكثر للسجود، فعل ذلك، وإن لم يستطع، أومأ برأسه إيماءً للسجود، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه.
4. الجلوس بين السجدتين والتشهد
يبقى جالسًا كما هو، ويدعو بالأذكار المعروفة بين السجدتين، ثم يتشهد في نهاية الصلاة وهو جالس.
5. الصلاة على الكرسي
يجوز أن يصلي المريض على كرسي إذا لم يستطع الجلوس على الأرض. ويُستحب أن يكون الكرسي في الصف، بحيث لا يتقدم عن المصلين، ويجلس عليه من بداية الصلاة، ويركع ويسجد بالإيماء، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه.
صور الجلوس في الصلاة
التربع: وهو الأكثر راحة لمن لا يستطيع الافتراش.
الافتراش: بأن يجلس على رجله اليسرى وينصب اليمنى.
إقرأ أيضا:كيفية عدة المطلقةالتورك: بأن يخرج رجله اليسرى من تحت اليمنى ويجلس على مقعدته.
يجوز للمصلي أن يختار الهيئة التي تناسبه وتخفف عنه المشقة.
أدلة من السنة على الصلاة جالسًا
وردت أحاديث عديدة تدل على جواز الصلاة جالسًا عند العجز، منها:
حديث عمران بن حصين رضي الله عنه: قال: “كانت بي بواسير، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فقال: صل قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب”. رواه البخاري.
حديث عائشة رضي الله عنها: “رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي متربعًا”. رواه النسائي.
الفرق بين صلاة القاعد في الفرض والنافلة
في الفرض: لا يجوز الجلوس إلا لعذر.
في النافلة: يجوز الجلوس اختيارًا ولو بغير عذر، لكن الأجر نصف أجر القائم.
أحكام متعلقة بالصلاة جالسًا
إذا قدر المصلي على القيام أثناء الصلاة وجب عليه أن يقوم.
إذا بدأ الصلاة قائمًا ثم عجز جلس وأكمل صلاته.
من لا يستطيع السجود، يكتفي بالإيماء برأسه.
إذا صلى على كرسي، يجعل الكرسي في صف المصلين دون أن يبرز عنهم.
الجانب الروحي في التيسير بالصلاة جالسًا
الصلاة جالسًا تذكر المسلم برحمة الله عز وجل وتيسيره لعباده، فالله لا يكلف نفسًا إلا وسعها. ومن يعيش تجربة الصلاة جالسًا يدرك أن العبادة لا تنحصر في الشكل الظاهري، بل في حضور القلب والخشوع.
أثر الصلاة جالسًا على المسلم
تمنحه راحة نفسية بأنه لا يُعفى من عبادة الله مهما كان حاله.
تقوي روح الصبر والرضا بالقضاء والقدر.
تعزز الإحساس بفضل الصحة والقدرة على القيام.
نصائح عملية للمصلين جالسين
اختيار مكان مريح للجلوس يساعد على التركيز والخشوع.
المحافظة على الأذكار والأدعية المعتادة في الصلاة.
الحرص على أداء الصلاة في وقتها وعدم تأجيلها بسبب المرض أو التعب.
محاولة القيام ولو للحظات إذا استطاع ذلك، لأن القيام ركن في الفرض.
في صلاة الجماعة، يُستحب للمريض أن يجلس في الصف دون أن يشوش على الآخرين.
الصلاة جالسًا ورؤية الفقهاء
الحنفية: قالوا إن من عجز عن القيام جاز له أن يصلي قاعدًا.
المالكية: أكدوا أن القيام ركن يسقط بالعجز.
الشافعية والحنابلة: اتفقوا على أن المريض إذا عجز عن القيام صلى جالسًا.
العلاقة بين الصلاة جالسًا ورؤية الشرع للتيسير
يتضح من هذه الأحكام أن الإسلام دين رحمة وتيسير، لا يكلف المسلم فوق طاقته، لكنه في نفس الوقت لا يسقط عنه الفريضة بحال من الأحوال، ما دام عقله حاضرًا.
الصلاة جالسًا صورة من صور التيسير الشرعي الذي جعله الله لعباده، حتى لا يحرم المريض أو العاجز من هذا الركن العظيم. وهي دليل عملي على أن الإسلام راعى أحوال الناس وظروفهم المختلفة. ومن المهم أن يتعلم المسلم أحكام الصلاة جالسًا ليؤدي عبادته على الوجه الصحيح في كل حالاته.
إن الالتزام بالصلاة على أي هيئة كان، قائمًا أو جالسًا، هو دليل على صدق العبد في عبوديته لله تعالى، ومفتاح لطمأنينة القلب وقوة الإيمان.