اسلاميات

كيفية صلاة الوتر ووقتها

كيفية صلاة الوتر ووقتها

كيفية صلاة الوتر ووقتها: دليل شامل لأحكامها وفضلها وخطوات أدائها بالتفصيل

تُعد صلاة الوتر من أعظم الصلوات النافلة وأحبّها إلى الله تعالى، وقد حافظ عليها النبي صلى الله عليه وسلم حضرًا وسفرًا، ولم يتركها في أي حال، حتى قال عنها بعض العلماء إنها من السنن المؤكدة التي لا ينبغي للمسلم التفريط فيها. ويحرص كثير من المسلمين على أدائها، لكن قد يجهل البعض كيفية صلاة الوتر الصحيحة، وعدد ركعاتها، ووقتها الأفضل، وأحكام القنوت فيها، وما يجوز وما لا يجوز أثناء أدائها.

في هذا المقال الشامل، سنقدّم لك دليلًا وافيًا حول كيفية صلاة الوتر ووقتها، مع توضيح فضلها، وحكمها، وصفتها كما وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وآراء الفقهاء في عدد ركعاتها، وأفضل الأوقات لأدائها، وأخطاء شائعة يجب تجنبها، حتى تؤديها بخشوع وطمأنينة وتطمئن إلى صحة عبادتك.

كيفية صلاة الوتر ووقتها
كيفية صلاة الوتر ووقتها

فضل صلاة الوتر وأهميتها في الإسلام

صلاة الوتر لها منزلة عظيمة في الإسلام، وقد ورد في فضلها العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن. وهذا يدل على عظيم مكانتها وارتباطها بمحبة الله تعالى.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بها أصحابه، حتى قال أبو هريرة رضي الله عنه: أوصاني خليلي بثلاث، منها صلاة الوتر قبل النوم. وهذا يدل على حرص الصحابة على أدائها وعدم تركها.

إقرأ أيضا:كيفية صلاة التوبة

وتُعد صلاة الوتر ختام قيام الليل، وهي صلاة تقرّب العبد من ربه، وتزيد الإيمان، وتُكفّر الذنوب، وتُشعر المسلم بالسكينة والطمأنينة، خاصة إذا أُدّيت بخشوع وتدبر.

حكم صلاة الوتر

اختلف العلماء في حكم صلاة الوتر، لكن جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة يرون أنها سنة مؤكدة، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم داوم عليها ولم يتركها، وحثّ المسلمين على أدائها، لكنها ليست فرضًا.

أما الحنفية فيرون أن صلاة الوتر واجبة، والواجب عندهم أقل من الفرض، لكن تركه دون عذر يُعد إثمًا.

وعلى أي حال، فإن ترك صلاة الوتر دون عذر يُعد تفريطًا في عبادة عظيمة، وينبغي للمسلم المحافظة عليها قدر استطاعته.

ما معنى الوتر ولماذا سُميت بهذا الاسم؟

سُميت صلاة الوتر بهذا الاسم لأنها تُؤدى بعدد ركعات فردي، أي ركعة واحدة أو ثلاث أو خمس أو أكثر، ولا تكون زوجية. والوتر في اللغة يعني الفرد، وقد جاء في الحديث: إن الله وتر يحب الوتر.

ولهذا السبب تُختم بها صلاة الليل، لتكون آخر الصلاة عددًا فرديًا.

وقت صلاة الوتر

يبدأ وقت صلاة الوتر من بعد صلاة العشاء مباشرة، ويستمر إلى طلوع الفجر الصادق. وهذا هو الوقت المتفق عليه بين العلماء.

ويجوز للمسلم أن يصلي الوتر في أي وقت خلال هذه الفترة، سواء في أول الليل أو وسطه أو آخره، حسب حاله وقدرته.

إقرأ أيضا:كيفية الإحسان إلى الجار غير المسلم

أفضل وقت لصلاة الوتر

أفضل وقت لصلاة الوتر هو آخر الليل، قبل أذان الفجر، لمن كان يثق من نفسه أنه سيستيقظ. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا.

وذلك لأن آخر الليل وقت نزول الرحمة واستجابة الدعاء، وهو وقت السكون والخشوع، وفيه يكون القلب حاضرًا أقرب إلى الله تعالى.

أما من كان يخشى أن لا يستيقظ في آخر الليل، فيُستحب له أن يصلي الوتر قبل النوم، حتى لا تفوته هذه الصلاة العظيمة.

عدد ركعات صلاة الوتر

عدد ركعات صلاة الوتر واسع وفيه سعة ورحمة، ويجوز أداؤها بعدة صور، وكلها صحيحة وثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

صلاة الوتر ركعة واحدة

يجوز أن تُصلى الوتر ركعة واحدة فقط، وهذا أقل الوتر، وهو صحيح باتفاق العلماء. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الوتر ركعة من آخر الليل.

وهذه الركعة تُصلى بعد أي عدد من الركعات الزوجية، مثل ركعتي السنة أو قيام الليل.

صلاة الوتر ثلاث ركعات

وهي أشهر صور الوتر وأكثرها شيوعًا بين المسلمين، ولها أكثر من كيفية:

الأولى: أن تُصلى ثلاث ركعات متصلة بتشهد واحد وسلام واحد في آخر الركعة الثالثة.

إقرأ أيضا:كيفية أداء صلاة الجمع والقصر

الثانية: أن تُصلى ركعتين ثم تسلّم، ثم تصلي ركعة واحدة منفصلة.

ولا يُستحب تشبيهها بصلاة المغرب، أي بتشهدين وسلام في الركعة الثانية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك.

صلاة الوتر خمس أو سبع أو تسع ركعات

كان النبي صلى الله عليه وسلم أحيانًا يصلي الوتر خمس ركعات أو سبع أو تسع، متصلة لا يجلس إلا في آخرها للتشهد.

وهذا لمن أراد الإكثار من الصلاة والقيام، وهو من السنن الثابتة، لكنه ليس واجبًا، ويكفي المسلم أن يوتر بركعة أو ثلاث.

كيفية صلاة الوتر خطوة بخطوة

أولًا: النية

النية محلها القلب، ولا يُشترط التلفظ بها. يكفي أن تنوي في قلبك أداء صلاة الوتر تقربًا إلى الله تعالى.

ثانيًا: تكبيرة الإحرام

تبدأ الصلاة بتكبيرة الإحرام قائلًا: الله أكبر، ثم تضع يدك اليمنى على اليسرى وتبدأ دعاء الاستفتاح إن شئت.

ثالثًا: قراءة الفاتحة وما تيسر من القرآن

تقرأ سورة الفاتحة في كل ركعة، ثم تقرأ ما تيسر من القرآن. ويُستحب في الوتر أن تقرأ:

في الركعة الأولى: سورة الأعلى
في الركعة الثانية: سورة الكافرون
في الركعة الثالثة: سورة الإخلاص

لكن هذا الاستحباب وليس واجبًا، ويجوز قراءة أي سور من القرآن.

رابعًا: الركوع والسجود

تؤدي الركوع والسجود كما في باقي الصلوات، مع الطمأنينة والخشوع.

خامسًا: القنوت في صلاة الوتر

القنوت هو الدعاء في القيام بعد الركوع في الركعة الأخيرة من الوتر، وهو سنة عند جمهور العلماء.

كيفية القنوت

بعد الانتهاء من الركوع والقيام منه، ترفع يديك وتدعو بدعاء القنوت المشهور، مثل:

اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يُقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت.

ويجوز الدعاء بأي دعاء آخر، بما في ذلك الدعاء بما يحتاجه المسلم من أمور الدنيا والآخرة.

سادسًا: التشهد والسلام

بعد السجود في الركعة الأخيرة، تجلس للتشهد الأخير، ثم تسلّم عن اليمين واليسار، وبذلك تكون قد أتممت صلاة الوتر.

هل القنوت في الوتر واجب؟

القنوت في الوتر سنة وليس واجبًا، فمن تركه فصلاته صحيحة ولا شيء عليه. ويجوز أحيانًا القنوت وأحيانًا تركه، اتباعًا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.

هل يجوز الدعاء بعد الوتر؟

يجوز الدعاء بعد الانتهاء من صلاة الوتر، سواء في السجود أو بعد السلام، لكن الأفضل أن يكون الدعاء في القنوت أثناء الصلاة.

ومن السنة أن يقول بعد الوتر: سبحان الملك القدوس، ثلاث مرات، ويرفع صوته في الثالثة.

قضاء صلاة الوتر

من فاتته صلاة الوتر بسبب النوم أو النسيان، يُستحب له أن يقضيها في النهار شفعًا، أي يصلي ركعتين بدل ركعة، أو أربع بدل ثلاث، وهكذا، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخطاء شائعة في صلاة الوتر

من الأخطاء الشائعة تشبيه الوتر بصلاة المغرب، أو الاعتقاد بأن القنوت واجب، أو ترك الوتر بالكلية دون عذر، أو الجهر المبالغ فيه بالدعاء في جماعة بشكل مخالف للسنة.

كما يخطئ بعض الناس في تحديد وقت الوتر، فيظنون أنه لا يجوز إلا قبل النوم، وهذا غير صحيح، فوقته ممتد إلى الفجر.

الفرق بين الوتر وقيام الليل

قيام الليل يشمل كل صلاة تُصلى بعد العشاء إلى الفجر، سواء كانت ركعتين أو أكثر، أما الوتر فهو الصلاة الفردية التي تُختم بها صلاة الليل.

ويجوز للمسلم أن يصلي قيام الليل ثم يوتر، ولا يجوز أن يُصلى وتران في ليلة واحدة.

نصائح للمحافظة على صلاة الوتر

الحرص على أدائها يوميًا ولو بركعة واحدة
اختيار وقت مناسب حسب القدرة والاستيقاظ
الدعاء بخشوع وحضور قلب
عدم التشدد في عدد الركعات
تعليم الأبناء فضلها وأدائها منذ الصغر

صلاة الوتر عبادة عظيمة تجمع بين البساطة والفضل الكبير، وهي فرصة يومية للتقرب إلى الله تعالى وختم اليوم بطاعة محببة. وقد جعل الله فيها سعة ورحمة، فخفف عدد ركعاتها ووسع وقتها، حتى لا يُحرم منها أحد.

ومهما كان حال المسلم أو انشغاله، فإن المحافظة على صلاة الوتر، ولو بركعة واحدة، تُعد علامة على صدق الإيمان وحرص القلب على طاعة الله. فاحرص على أدائها، واجعلها عادة ثابتة في حياتك، تنال بها الأجر العظيم والسكينة والطمأنينة في الدنيا والآخرة.

السابق
كيفية علاج حروق الزيت في المنزل
التالي
كيفية حساب معدل دوران المخزون في الشركات الصناعية