اسلاميات

كيفية نزول القرآن

كيفية نزول القرآن

كيفية نزول القرآن الكريم: مراحل وتفاصيل الرحلة الإلهية إلى قلوب البشر

القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، المعجزة الخالدة التي أنزلها على النبي محمد  ليكون نورًا وهداية للبشرية. وقد جاء نزول القرآن على عدة مراحل وبأسلوب خاص، يميّزه عن غيره من الكتب السماوية، ليخاطب العقول والقلوب على مر العصور.

في هذا المقال، سنتعرف على كيفية نزول القرآن الكريم، وما هي مراحله، ولماذا نزل مُنجّمًا (متفرقًا)، وما الحكمة من هذا التدرّج الإلهي.

كيفية نزول القرآن
كيفية نزول القرآن

أولاً: مصدر القرآن وأهميته

القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد ﷺ، بواسطة جبريل عليه السلام، المنزّه عن التحريف أو التبديل. قال تعالى:

“إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ”
[سورة الحجر: 9]

ويُعتبر القرآن مصدر التشريع الأول في الإسلام، ومنه تُستمد العقيدة والعبادات والأخلاق والمعاملات.

ثانيًا: مرحل نزول القرآن

المرحلة الأولى: من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا

قبل أن يُنزل على النبي ، أُنزل القرآن دفعة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، كما ذكر بعض العلماء، في ليلة القدر من شهر رمضان، لقوله تعالى:

“إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ”
[سورة القدر: 1]

وقد كان هذا النزول إجماليًّا، أي أن القرآن نُقل كاملاً إلى السماء الدنيا، تمهيدًا لإنزاله بشكل متدرج على النبي .

إقرأ أيضا:كيفية صلاة الوتر

المرحلة الثانية: من السماء الدنيا إلى النبي محمد

وهذه هي المرحلة التي نزل فيها القرآن منجّمًا (متفرقًا)، على مدار 23 سنة، بحسب الأحداث والوقائع، بواسطة جبريل عليه السلام. يقول الله تعالى:

“وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ، وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا”
[سورة الإسراء: 106]

ثالثًا: مدة نزول القرآن

نزل القرآن خلال 23 عامًا:

13 عامًا في مكة: وتناول القضايا العقائدية والإيمانية.

10 أعوام في المدينة: وتناول التشريعات، والأحكام، والمعاملات، وبناء المجتمع الإسلامي.

رابعًا: لماذا نزل القرآن منجّمًا؟

الحكمة من التدرج في النزول:
تثبيت قلب النبي :
ليستعين به في مواجهة التكذيب والاضطهاد، قال تعالى:

“كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ” [سورة الفرقان: 32]

التدرج في التشريع:

كي لا يُثقل على الناس، مثل تحريم الخمر الذي جاء تدريجيًا.

مواكبة الأحداث:
نزل القرآن يعلّق ويوجه حسب الحوادث، مثل غزوات المسلمين أو أسئلة الصحابة.

سهولة الحفظ والفهم:
ليتمكن الصحابة من حفظه وتدبّره وتطبيقه.

خامسًا: كيفية نزوله من الناحية العملية

كان جبريل عليه السلام ينزل على النبي  بالوحي، أحيانًا في صورة رجل، وأحيانًا بصوت كجرس، وهو أشدّه على النبي.

إقرأ أيضا:كيفية الدعاء في السجود

وبعد تلقي الوحي، كان النبي  يُبلغ الصحابة فورًا، ويأمر الكتّاب بكتابته، مثل زيد بن ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان.

ثم يُحفظ في الصدور (عن طريق الحفظ)، وفي السطور (عن طريق الكتابة على الرقاع والعظام).

إقرأ أيضا:كيفية الإحرام من جدة

سادسًا: جمع القرآن بعد وفاة النبي

في عهد أبي بكر الصديق، جُمع القرآن لأول مرة في مصحف واحد، خشية ضياعه.

في عهد عثمان بن عفان، تم نسخه وتوزيعه على الأمصار، وتوحيد القراءة على رواية واحدة.

نزول القرآن الكريم لم يكن مجرد حدث تاريخي، بل هو رحلة ربانية عظيمة امتدت عبر السماء والأرض، لتصل إلى قلب رسول الله ﷺ، ثم إلى قلوب الأمة جمعاء.
فهو كتاب هداية، وشفاء، ونور، وسعادة للمؤمنين، وسيظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

السابق
كيفية طبخ الأرز البني
التالي
كيفية قياس نبضات القلب