اسلاميات

كيفية سجود الشكر بعد الصلاة

كيفية سجود الشكر بعد الصلاة

فهرس المقال

كيفية سجود الشكر بعد الصلاة: دليل شامل لإتقان سنة نبوية عظيمة! (هل تعلم متى وكيف تسجد شكراً لله؟ كن من الشاكرين!)

هل سبق لكَ أن شعرتَ بفيض من النعم الغامرة، أو استجابة لدعاء طال انتظاره، أو تيسيراً لأمر عسير، فتمنيتَ لو تعبّر عن عظيم شكرك لله بطريقة تقربك إليه أكثر؟ إن شعور العبد تجاه نعم ربه هو وقود الشكر، وسجود الشكر هو ترجمة عملية لهذا الشعور النبيل. إنه فعل عبادي عظيم، وسنة نبوية جليلة، يُظهر بها المسلم تمام خضوعه وامتنانه لله تعالى على نعمه التي لا تُعد ولا تحصى.

قد يتبادر إلى ذهن البعض تساؤلات حول هذا السجود المبارك: هل له أوقات محددة؟ هل يتطلب طهارة خاصة؟ هل يُؤدى بعد الصلاة أم قبلها؟ وما هي الأدعية المستحبة فيه؟ إن سجود الشكر، على بساطته، يحمل في طياته فضلاً عظيماً، ويعد من أجمل صور الصلة بين العبد وربه.

في هذا الدليل الشامل، سنغوص في تفاصيل سجود الشكر، لنقدم لكَ كل ما تحتاج لمعرفته لإتقان هذه السنة النبوية العظيمة. سنوضح لكَ متى يشرع سجود الشكر، وكيفية أدائه بالشكل الصحيح وفقاً للمذاهب الفقهية المختلفة، وما هي الأدعية التي يمكنك أن ترددها فيه. سنجيب عن كل أسئلتك الشائعة، ونسلط الضوء على الفروقات بينه وبين سجود السهو والتلاوة، لتكون على بينة تامة، وتُحسن شكر ربك على فضله العظيم. استعد لتعبّر عن امتنانك بأبهى الصور، وتكن من الشاكرين حقاً!

إقرأ أيضا:كيفية صلاة التهجد
كيفية سجود الشكر بعد الصلاة
كيفية سجود الشكر بعد الصلاة

فضل سجود الشكر وأهميته في حياة المسلم: لماذا نسجد شكراً لله؟ (كنز النعم المستجلبة والمحفوظة!)

سجود الشكر ليس مجرد حركة عادية، بل هو عبادة عظيمة تحمل في طياتها فضائل جمة وأبعاداً روحانية عميقة في حياة المسلم. فهم هذه الفضائل والأهمية يعزز من حرصنا على أدائه ويجعلنا أكثر قرباً من الله تعالى:

امتثال لأمر الله تعالى واقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم:

الله تعالى يقول في كتابه الكريم: {لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7]. سجود الشكر هو صورة عملية لهذا الشكر.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يسجد شكراً لله عند حصول نعمة أو دفع نقمة، مما يؤكد على مشروعيته وعظمته. روى أبو داود والترمذي عن أبي بكرة رضي الله عنه: “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمر يَسُرُّهُ أو يُسَرُّ به، خر ساجداً شُكراً لله”.

التعبير عن عظيم الامتنان لله تعالى:

هو أبلغ صور التعبير عن الشكر لله، لأنه يتضمن غاية الخضوع والتذلل بين يديه سبحانه، ووضع أشرف الأعضاء (الوجه) على الأرض تعظيماً له وامتناناً على نعمه.
يذكر العبد نفسه بعظمة النعم التي يغفل عنها الكثيرون، ويستشعر فضل الله عليه.

إقرأ أيضا:كيفية تربية الأبناء في الإسلام

زيادة النعم ودوامها:

وعد الله الشاكرين بالزيادة: {لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}. فالمسلم حين يسجد شكراً على نعمة، فإن ذلك يكون سبباً في دوامها وزيادتها، ودفع البلاء والنقم.
الشكر يجلب البركة ويفتح أبواب الخيرات.

تجديد الصلة بالله وتقوية الإيمان:

هذا السجود يجعل العبد دائم الصلة بربه، مستشعراً فضله في كل صغيرة وكبيرة.
يعزز الإيمان في القلب، ويجعل المسلم أكثر رضا بقضاء الله وقدره، وأكثر ثقة بعطائه.

تهذيب النفس وتطهيرها من الغفلة والكبر:

سجود الشكر يربي في النفس التواضع والاعتراف بالفضل لمن هو أهله.
يبعد العبد عن الغفلة والجحود، ويجعله متيقظاً لنعم الله الظاهرة والباطنة.

حماية من الكفر بالنعمة والعقوبة:

الكفر بالنعمة (عدم الشكر عليها) يؤدي إلى زوالها وسلب بركتها، وقد يجلب العقوبة. سجود الشكر يحمي العبد من هذا المصير.
الله تعالى يقول: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112].

شعور بالسعادة والراحة النفسية:

استشعار النعم والشكر عليها يولد شعوراً عميقاً بالرضا والسعادة الداخلية، ويقضي على مشاعر الحسد والقلق.
الشكر يفتح القلب للخير والطمأنينة.
إن سجود الشكر فرصة ذهبية للعبد ليقف موقف العرفان والتذلل أمام خالقه، مجدداً عهده بالشكر على ما أنعم به عليه، ومستزيداً من فضله وكرمه.

إقرأ أيضا:كيفية الغسل من الجنابة بدون ماء

متى يُشرع سجود الشكر؟ (اغتنم الفرص الذهبية لزيادة البركة!)

سجود الشكر يُشرع عند حدوث نعمة عظيمة أو زوال نقمة كبيرة، وهو مرتبط بحدث معين يستدعي الشكر المباشر لله تعالى. لم يرد في السنة النبوية الشريفة تحديد أوقات معينة له كالصلاة، بل هو سجود عارض يُؤدى عند حصول أسبابه. إليك أبرز الحالات التي يُشرع فيها سجود الشكر:

عند حصول نعمة عظيمة لم تكن في الحسبان:

النجاح في الاختبارات أو العمل: كالحصول على وظيفة جديدة، أو ترقية، أو نجاح كبير في مشروع.
شفاء من مرض أو عافية بعد بلاء: سواء كان المرض للمسجد نفسه أو لأحد أحبابه.
الحصول على مولود جديد: يعتبر نعمة عظيمة تستدعي الشكر.
الرزق الواسع غير المتوقع: كالفوز بجائزة، أو الحصول على مال حلال من مصدر غير متوقع، أو ربح تجارة.
تحقق أمنية أو استجابة دعاء: بعد فترة انتظار طويلة أو يأس.
التوفيق لهداية شخص أو إسلامه: وهي من أعظم النعم.

عند اندفاع نقمة أو بلاء كبير:

النجاة من حادث أو خطر محقق: كحادث سير، أو حريق، أو غرق.
الخلاص من ظلم أو سجن: أو أي محنة شديدة.
انتصار المسلمين في حرب أو معركة: أو حصول صلح يعود بالنفع على المسلمين.
زوال بلاء عام: كشفاء وباء، أو توقف كارثة طبيعية.

أمثلة من السنة النبوية على سجود الشكر:

عندما بُشِّرَ النبي صلى الله عليه وسلم بإسلام كعب بن مالك رضي الله عنه بعد توبته، خرَّ ساجداً لله شكراً. (رواه البخاري ومسلم)
عندما أتاه الخبر بأن الله قد هدى دوساً، وهم قبيلة كانت تعادي المسلمين، سجد صلى الله عليه وسلم شكراً. (رواه البيهقي)
عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر سُرَّ به أو بُشِّرَ به خرَّ ساجداً شاكراً لله”. (رواه أبو داود والترمذي).
سجود علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما وجد ذا الثدية (رأس الخوارج) بين قتلى الخوارج.

هل يُشرع سجود الشكر بعد كل صلاة؟

لا، سجود الشكر لا يُشرع بعد كل صلاة. فهو ليس جزءاً من الصلاة الرواتب ولا من سننها. سجود الشكر مرتبط بوقوع سبب معين (نعمة أو دفع نقمة) كما ذكرنا أعلاه، وليس بانتهاء الصلاة. الخلط بينهما قد يؤدي إلى فهم خاطئ لمواضع سجود الشكر.

متى يُؤدى سجود الشكر؟

يُؤدى سجود الشكر فورا عند حصول السبب (النعمة أو دفع النقمة)، سواء كان ذلك بعد الصلاة، أو قبلها، أو في أي وقت من اليوم. المهم هو المبادرة بالشكر عند حصول ما يستدعيه. لا يُشترط له وقت محدد غير ارتباطه بالسبب.

كيفية أداء سجود الشكر: خطوة بخطوة وفقاً للسنة! (هل يتطلب وضوء واستقبال قبلة؟ اعرف الحكم الشرعي!)

أداء سجود الشكر بسيط وميسر، ولا يتطلب الكثير من الإجراءات، مما يجعله عبادة سهلة يمكن للمسلم أن يؤديها فوراً عند حصول السبب. ومع ذلك، هناك بعض النقاط التي اختلف فيها العلماء، وسنوضحها هنا لتقديم صورة واضحة وشاملة.

كيفية الأداء (متفق عليه في الجوهر):

النية: ينوي المسلم أداء سجود الشكر لله تعالى.
التكبير: يكبر تكبيرة واحدة عند الهوي للسجود، قائلاً: “الله أكبر”.
السجود: يسجد مباشرة سجدة واحدة فقط، كالسجود في الصلاة تماماً، مع تمكين الأعضاء السبعة (الوجه على الأنف والجبين، الكفين، الركبتين، أطراف القدمين) من الأرض.
الدعاء والتسبيح في السجود: يدعو ويسبح الله بما يشاء، ويحمده ويشكره على النعمة التي سجد من أجلها. لم يرد دعاء خاص لسجود الشكر، ولكن يُستحب أن يقول المسلم فيه ما يقول في سجود الصلاة: “سبحان ربي الأعلى” ثلاث مرات، وأن يضيف دعاء مناسباً للمناسبة التي سجد لأجلها، مثل:
“اللهم لك الحمد والشكر على هذه النعمة.”
“الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.”
“سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي.”
أو يدعو ببعض الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم في السجود كـ “اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين”.
الرفع من السجود: يرفع رأسه من السجود ويكبر تكبيرة أخرى.
التسليم: لا يُشترط التسليم بعد الرفع من سجود الشكر، وإن سلم فلا بأس. (بعض المذاهب ترى التسليم واجباً، وبعضها يرى أنه مستحب أو غير مشروع).

مسائل خلافية مهمة حول سجود الشكر:

الوضوء والطهارة:

القول الراجح (مذهب الشافعية والحنابلة): يُشترط لسجود الشكر ما يُشترط لسجود الصلاة، من الطهارة من الحدث (الوضوء أو الغسل) والطهارة من الخبث (طهارة البدن والثوب والمكان)، وستر العورة، واستقبال القبلة. واستدلوا بأن السجود عبادة تتطلب ما تتطلبه الصلاة.
قول آخر (مذهب أبي حنيفة وبعض المالكية، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية): لا يُشترط الطهارة ولا استقبال القبلة، بل يُؤدى على أي حال حصلت فيها النعمة أو زوال النقمة. واستدلوا بأن سجود الشكر ليس صلاة، ولو كان تشترط له الطهارة لاستلزم ذلك التأخير عن فورية السبب، وهو يخالف المقصود منه. وهذا القول أيسر وأكثر شمولية.
الترجيح: الأحوط أن يكون الإنسان متطهراً ومستقبل القبلة إن أمكن ذلك، خروجاً من الخلاف. ولكن إن تعذر ذلك (كأن تفاجئه النعمة وهو غير متوضئ أو في مكان لا يستطيع فيه استقبال القبلة)، فله أن يسجد شكراً على أي حال؛ لأن فضل الله واسع، والمبادرة بالشكر أهم.

استقبال القبلة:

كما ذكر في نقطة الطهارة، يُفضل استقبال القبلة إن أمكن ذلك، لكنه ليس شرطاً متفقاً عليه بين العلماء، خاصة عند القول بعدم اشتراط الطهارة.

التكبير والتسليم:

التكبير عند الهوي للسجود والرفع منه: هذا هو قول جمهور العلماء (الشافعية والحنابلة والمالكية).
التسليم بعد الرفع: اختلفوا فيه؛ فالشافعية يرون التسليم وجوباً بعد الرفع من السجود، والحنابلة يرون أنه لا تسليم فيه، والمالكية يرون التسليم مستحباً. والأحوط أن يسلم تسليمة واحدة عن يمينه “السلام عليكم ورحمة الله” خروجاً من الخلاف.

خلاصة كيفية الأداء (الأكثر شيوعاً والأحوط):

إذا أمكن، توضأ واستقبل القبلة. ثم كبر “الله أكبر” واسجد سجدة واحدة. ادعُ بما شئت من الحمد والشكر في سجودك. كبر “الله أكبر” وارفع رأسك. ثم سلم تسليمة واحدة عن يمينك “السلام عليكم ورحمة الله”.

الفروقات بين سجود الشكر، سجود السهو، وسجود التلاوة: لا تخلط بينها! (فهم دقيق للعبادات المتشابهة!)

على الرغم من أن هذه السجودات الثلاثة تشترك في هيئة السجود، إلا أنها تختلف في أسبابها، أوقاتها، وأحكامها. فهم هذه الفروقات ضروري للمسلم ليؤدي كل عبادة على وجهها الصحيح.

سجود الشكر:

السبب: حصول نعمة عظيمة أو دفع نقمة كبيرة.
العدد: سجدة واحدة فقط.
الموضع: خارج الصلاة، عند حصول السبب، سواء كان بعد الصلاة أو في أي وقت آخر.
الطهارة واستقبال القبلة (خلاف): الراجح عند الجمهور وجوب الطهارة واستقبال القبلة. وهناك رأي آخر بعدم وجوبهما للتيسير والمبادرة بالشكر.
التكبير والتسليم: تكبير عند الهوي وتكبير عند الرفع، واختلف في التسليم بعد الرفع (الأحوط التسليم).
الدعاء: حمد وثناء ودعاء مناسب للنعمة.

سجود السهو:

السبب: جبر النقص أو الزيادة أو الشك في الصلاة.
النقص: ترك ركن أو واجب من واجبات الصلاة.
الزيادة: فعل زائد في الصلاة (كزيادة ركعة، أو سجود، أو قيام).
الشك: التردد في عدد الركعات أو الأفعال.
العدد: سجدتان متتاليتان.
الموضع: يكون داخل الصلاة أو بعدها مباشرة.
قبل التسليم: إذا كان النقص في الأفعال (كترك التشهد الأول).
بعد التسليم: إذا كان الزيادة في الأفعال (كزيادة ركعة).
في حالة الشك: إذا غلب على ظنه شيء بنى عليه وسجد بعد التسليم، وإلا سجد قبل التسليم.
الطهارة واستقبال القبلة: يُشترط ما يُشترط للصلاة، لأنه جزء منها أو جبران لها.
التكبير والتسليم: تكبير عند كل هوي ورفع، والتسليم بعد السجدتين إذا كانت بعد السلام، أو تسليمتين بعد السجود إذا كانت قبل السلام.
الدعاء: “سبحان من لا ينام ولا يسهو” (ليس مأثوراً ولكن شائع)، أو ما يقال في سجود الصلاة، مع الاستغفار.

سجود التلاوة:

السبب: قراءة أو سماع آية من آيات السجود في القرآن الكريم.
العدد: سجدة واحدة فقط.
الموضع:
داخل الصلاة: إذا قرأ الإمام أو المنفرد آية سجدة، سجد فوراً ثم قام وأكمل صلاته.
خارج الصلاة: عند قراءة أو سماع آية سجدة، يمكن للمسلم أن يسجد.
الطهارة واستقبال القبلة (خلاف): جمهور العلماء يشترطون الطهارة واستقبال القبلة، لكن بعضهم (مثل شيخ الإسلام ابن تيمية) يرى عدم اشتراطهما خارج الصلاة، لأنه ليس صلاة.
التكبير والتسليم: تكبير عند الهوي للسجود، ولا تكبير عند الرفع منه، ولا تسليم بعده (هذا مذهب الجمهور).
الدعاء: “سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته تبارك الله أحسن الخالقين” (مأثور)، أو “اللهم اكتب لي بها عندك أجراً، واجعلها لي عندك ذخراً، وضع عني بها وزراً، واقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود”.

الجدول التلخيصي للفروقات:

السجود السبب العدد الموضع الطهارة والقبلة التكبير والتسليم الدعاء
الشكر حصول نعمة/دفع نقمة سجدة واحدة خارج الصلاة، فور السبب خلاف (الأحوط نعم) تكبير عند الهوي والرفع، تسليم (خلاف) حمد وشكر، أدعية السجود
السهو نقص/زيادة/شك في الصلاة سجدتان داخل الصلاة أو بعدها مباشرة نعم تكبير عند كل هوي ورفع، تسليم أدعية السجود + استغفار
التلاوة قراءة/سماع آية سجدة سجدة واحدة داخل/خارج الصلاة، فور السماع خلاف (الأحوط نعم) تكبير عند الهوي، لا تسليم “سجد وجهي…”، أدعية السجود
فهم هذه الفروقات يُعين المسلم على أداء كل عبادة على الوجه الذي شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

أسئلة شائعة حول سجود الشكر بعد الصلاة: كل ما يخطر ببالك من استفسارات! (لا تدع أي شك يُثنيك عن الشكر!)

س1: هل يجوز سجود الشكر بعد الصلاة مباشرة؟

ج1: نعم، يجوز سجود الشكر بعد الصلاة مباشرة إذا حدث سبب يستدعي الشكر (كأن تتلقى خبراً ساراً جداً فور انتهائك من الصلاة). لكن يجب التأكيد على أنه لا يُعد جزءاً من الصلاة أو من أذكارها الراتبة. هو فعل مستقل مرتبط بالسبب الطارئ.

س2: هل يشترط الوضوء لسجود الشكر؟

ج2: هذه مسألة خلافية بين العلماء. القول الأحوط والأكثر ترجيحاً عند الجمهور (الشافعية والحنابلة) هو اشتراط الطهارة (الوضوء) لسجود الشكر، لأنه سجود لله تعالى. ولكن هناك قول آخر (مثل أبي حنيفة وشيخ الإسلام ابن تيمية) يرى أنه لا يُشترط الوضوء لأنه ليس صلاة، وذلك للتيسير والمبادرة بالشكر عند حدوث السبب المفاجئ. إذا كان ممكناً، فالوضوء أفضل خروجاً من الخلاف.

س3: هل يجب استقبال القبلة عند سجود الشكر؟

ج3: بناءً على القول باشتراط الطهارة، فإنه يُشترط استقبال القبلة كذلك. أما على القول الآخر الذي يرى أنه لا يُشترط الوضوء، فإنه لا يُشترط استقبال القبلة. الأحوط أن تستقبل القبلة إن أمكن، وإلا فلا حرج إذا كان الأمر عاجلاً أو غير ممكن.

س4: هل هناك دعاء محدد لسجود الشكر؟

ج4: لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء محدد لسجود الشكر. ولكن يُستحب أن يقول المسلم فيه ما يقول في سجود الصلاة من تسبيح (مثل “سبحان ربي الأعلى” ثلاث مرات)، وأن يحمد الله تعالى ويشكره على النعمة التي سجد من أجلها. يمكن أن تقول: “الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات”، أو تدعو بما تراه مناسباً للتعبير عن الشكر.

س5: هل سجود الشكر سجدة واحدة أم سجدتان؟

ج5: سجود الشكر سجدة واحدة فقط. وهذا هو الصحيح الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

س6: هل يجب التكبير عند الهوي للسجود والرفع منه؟ وهل يجب التسليم؟

ج6:
* التكبير: نعم، يُكبر عند الهوي للسجود (تكبيرة واحدة)، ويكبر عند الرفع من السجود (تكبيرة واحدة)، وهذا هو قول الجمهور.
* التسليم: اختلف العلماء في التسليم بعد سجود الشكر. بعضهم يرى أنه يُسلم تسليمة واحدة عن يمينه، وبعضهم يرى أنه لا تسليم فيه. والأحوط أن تسلم تسليمة واحدة عن يمينك “السلام عليكم ورحمة الله” خروجاً من الخلاف.

س7: ما الفرق بين سجود الشكر وسجود التلاوة؟

ج7:
* السبب: سجود الشكر سببه حصول نعمة أو دفع نقمة، بينما سجود التلاوة سببه قراءة أو سماع آية من آيات السجود في القرآن.
* الموضع: سجود الشكر خارج الصلاة فقط (عند السبب)، بينما سجود التلاوة يكون داخل الصلاة وخارجها.
* التسليم: اختلف في التسليم في سجود الشكر، أما سجود التلاوة فالجمهور على عدم التسليم بعده.

س8: هل يجوز سجود الشكر على أمر دنيوي؟

ج8: نعم، يجوز. سجود الشكر لا يقتصر على النعم الدينية (كالنجاة من فتنة)، بل يشمل النعم الدنيوية أيضاً، كالحصول على وظيفة، أو النجاح في تجارة، أو شفاء من مرض، أو قدوم مولود. فكلها نعم من الله تستدعي الشكر.

س9: هل يجوز السجود للشكر في أي مكان (في البيت، في العمل، في السوق)؟

ج9: نعم، يجوز السجود للشكر في أي مكان طاهر، ما دامت الشروط متوفرة (إن قلنا باشتراط الطهارة واستقبال القبلة)، أو حتى بدونها عند الضرورة أو الخلاف. المهم هو المبادرة بالشكر عند حصول السبب.

س10: إذا لم أستطع السجود (بسبب مرض أو مكان غير مناسب)، فكيف أشكر الله؟

ج10: إذا لم تتمكن من السجود، يمكنك شكر الله تعالى بالقول. كأن تقول: “الحمد لله رب العالمين”، “الشكر لله”، “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر”. الأهم هو استحضار نعمة الله والشعور بالامتنان.

كن شاكراً.. تكن سعيداً ومباركاً!
في الختام، يتضح لنا أن سجود الشكر هو عبادة عظيمة، وسنة نبوية مباركة، تُعد من أرقى صور التعبير عن الامتنان لله تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة. إنها فرصة لكل مسلم ليعزز صلته بخالقه، ويستزيد من فضله، ويضمن دوام النعم وزيادتها، مصداقاً لوعد الله تعالى: {لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}.

بغض النظر عن الخلافات الفقهية الجزئية حول بعض أحكام سجود الشكر، فإن جوهر العبادة يظل واحداً: الخضوع والتذلل لله شكراً وعرفاناً. احرص على اغتنام الفرص لأداء هذا السجود عند كل نعمة تحل بك أو نقمة تُدفع عنك، لتكون من الشاكرين حقاً.

تذكر دائماً أن الشكر ليس مجرد كلمات أو سجود، بل هو حالة قلبية، قولية، وفعلية. فلتكن حياتك كلها شكراً لله، وستجد السعادة والبركة تملأ أيامك. هل أنت مستعد لتجعل الشكر جزءاً لا يتجزأ من حياتك؟

السابق
كيفية حساب كتلة الجسم والوزن المثالي
التالي
كيفية زراعة القمح