كيفية طرد وساوس الشيطان

كيفية طرد وساوس الشيطان: طرق شرعية ونفسية للطمأنينة والسلام الداخلي

وساوس الشيطان من أكثر ما يُقلق المؤمن، فهي تأتي في صورة أفكار سلبية، أو شكوك في العقيدة، أو خواطر مزعجة ومتكررة تُربك النفس وتفسد الطمأنينة. وقد أكد الإسلام أن الوسوسة أمر واقع، لكنها ليست دليلًا على ضعف الإيمان، بل أحيانًا دليل على حرص الإنسان على طاعته ودينه.

في هذا المقال، نتناول أسباب وساوس الشيطان، وكيفية طردها، وأقوال العلماء حولها، وطرق نفسية وعملية للتغلب عليها.

 

ما هي وساوس الشيطان؟

الوساوس هي أفكار أو همسات خفية يزرعها الشيطان في النفس لإثارة الشك، أو القلق، أو الذنب، أو للتشويش على العبادات.

ومنها:

الوسوسة في الوضوء أو الطهارة.

الوسوسة في الصلاة والعبادات.

الوسوسة في العقيدة (وساوس الكفر أو الشك في الله).

الوسوسة الأخلاقية: مثل القنوط من رحمة الله أو الخوف المرضي.

قال النبي :

“يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته.”
(رواه مسلم)

طرق شرعية لطرد وساوس الشيطان

1. الاستعاذة بالله

أول وأهم خطوة هي قول:
“أعوذ بالله من الشيطان الرجيم”
في كل مرة تشعر بالوسوسة.

إقرأ أيضا:كيفية صلاة خسوف القمر

2. الانشغال بالذكر والطاعة

كثرة الذكر تُبعد الشيطان، ومنها:

سورة البقرة (قال : “إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة”).

أذكار الصباح والمساء.

الاستغفار والتسبيح.

3. التجاهل وعدم الاسترسال

لا تحاور الوسوسة، ولا تحاول “إثبات” العكس.

قال العلماء: الانتهاء عن التفكير فيها هو العلاج.

4. اليقين والثقة في الله

لا تضطرب بسبب الوساوس العقائدية، لأنها غير محاسَب عليها، ما دمت لا تتلفظ بها ولا تؤمن بها.

قال النبي :
“إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم به.”
(رواه البخاري ومسلم)

نصائح نفسة وعملية للتغلب على الوسواس

1. مارس تمارين التنفس والهدوء
الوساوس غالبًا ما تزيد مع التوتر والقلق، فاحرص على الاسترخاء.

2. قلل من العزلة
الوحدة المفرطة تزيد من الاسترسال في الوساوس.

شارك في أنشطة اجتماعية أو جماعية دينية.

3. تجنّب المبالغة في التكرار
في الوضوء أو الصلاة، لا تعِد العمل بسبب الشك.

قال العلماء: الوسواس لا يُلتفت إليه بعد تمام العبادة.

إقرأ أيضا:كيفية تكبيرة الإحرام

4. طلب المساعدة النفسية
في حال تطورت الوساوس إلى وسواس قهري مرضي (OCD)، من المفيد استشارة طبيب نفسي.

العلاج السلوكي المعرفي (CBT) فعال في هذه الحالات.

وساوس الشيطان ليست دليلًا على ضعف الإيمان

بل قد تكون علامة على الحرص على الدين.
قال بعض السلف:

إقرأ أيضا:كيفية التيمم بالحجر

“الشيطان لا يوسوس إلا لمن كان قلبه عامرًا بالإيمان، أما الكافر، فهو معه دائمًا فلا يحتاج إلى الوسوسة.”

وساوس الشيطان هي ابتلاء نفسي وروحي، لكن التعامل معها يكون بالحكمة والطمأنينة.
الاستعاذة بالله، وذكره، وتجاهل الوساوس، مع الثقة برحمة الله، كلها وسائل فعالة لطرد هذه الوساوس والعيش براحة وسلام داخلي.

 تذكّر دائمًا: الوساوس لا تضرك ما لم تستسلم لها أو تصدّقها، فاطمئن واطلب من الله الحماية والهداية دائمًا.